صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/133

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الوجود كله عدد ? الوجود كله نسب موسيقية ? أما آن للعقل البشري هذا الهراء العقيم الذي أكل عليه الزمان وشرب وضاعت أن تحرر من فيه الدهور عيثا بين الجدل والسفسطة ? الكاتب الكيمي بما قال في ثورة الغضب بل كتب مقالا الفلسفة بهذا المعنى لم يعدل فيه عن وصف الفيلسوف الكبير بالسخف والجهالة ولقيت صاحبنا فقلت له : ان آخر من يحق له أن العددية بالسخف لهو الباحث الذي يعرف الكيمياء معرفتك . ماذا تقول الكيمياء عن أصل المادة بحذافيرها وأصل المعدودات على «تعدد» حسابها . قال : انها من عناصرها المعروفة ? من عناصرها ؟ قلت : وماذا تعرف فمضى يسرد التعريفات المعلومة لتركيب النواة وكهاربها بين موجبة وسالبة ومحايدة ، الى آخر ما يقال عنها في بسائط الكيمياء . قلت : علام يقوم الاختلاف بين عنصر وعنصر منها ؟ قال : انه بالطبع قائم على عدد النويات والكهارب ? قلت : والنويات والكهارب من أين جاءت . أليست هي جميعا من شعاع وتؤول الى شعاع بعد الانحلال ? فما هو الشعاع ? أليس هو هزات في الأثير ? وما الفرق بين هزات الأثير ان لم يكن فرقا بين عدد و نسبة ? وهل في الأثير شيء معدود غير هذا العدد المفروض ؟ ان عناصر المادة اذن تختلف باختلاف ما فيها من أعداد الهزات في الأثير ، ونرجع الى الأثير فلا نجد هنالك جسما ولا كائنا شبيها بالأجسام التي تقاس بالوزن أو بالحجم أو بالأطوال والأبعاد ، وكل ما تعرفه اذن اعداد مفروضة لا تعرف معها معدودات موجودة ، فماذا قال فيثاغوراس يحق لنا اليوم أن نصفه بالسخف والهراء ? غير هذا مما م – 9 القرن العشرون ۱۲۹