انتقل إلى المحتوى

صفحة:الفاروق.pdf/81

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كان عمر رضى الله عنه مع عظم شانه ورجاحة عقله واشتهار عدله وفضله وتمسكه بكتاب الله وسنة رسوله متواضعاً يحب أن يعرف عيوبه إن كانت له عيوب حتى يصلحها ولا يتمادى فى الخطأ إذقد يصيب أحداً بظلم وهو لا يدرى لذلك كان يقول [ أحب الناس إلى من رفع إلى عيوبي ] . ولما اعترضت عليه امرأة اعترف بالخطأ في الحال وقال [كل أحد أعلم من عمر ] ولام أصحابه على سكوتهم قائلا [ تسمعوني أقول مثل هذا القول فلا تنكرونه على حتى ترد على امرأة ليست من أعلم النساء ] أما الآن فلسان حال الرجل منا يقول عكس ما قال عمر أبغض الناس إلى من رفع إلى عيوبى . إننا لم تر أحداً منزها عن العيوب والمرء قد لا يرى عيوبه بنفسه فاذا أرشد اليها عالجها وأصلحها ما دام راغبا في الخير والاصلاح غير معجب بنفسه على أن لا يكون الارشاد بصيغة الشتم والسخرية لأن النفوس تأبى ذلك . قال تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) كان عمر حاكما ولكن لاككل الحكام بل كان حاكما يرى الحكم ثقيلا ومسئوليته عظيمة فعليه أن ينظر في أمر رعيته وينصفهم ولا يظلمهم شيئا ويتضح ذلك من قوله [ أيما عامل ليظلم أحداً فبلغتنى مظلمته فلم أغيرها فأنا ظلته ] فانظر كيف أنه كان يعتبر نفسه ظالما إذا لم يغير المظلمة وهذا درس لكل حاكم والرعية كما قال عمر مؤدية إلى الامام ما ادى الامام إلى الله فاذا رتع الامام وتعوا . لأن -11-