صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/45

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۳

* الحرية أساس الحياة الإنسانية الراقية به *
حرية الفكر وحرية الارادة


سادتي وسيداتي :

قال الكاتب الحكيم المنفلوطي : لا سبيل إلى السعادة في الحياة الا إذا عاش الانسان فيها حراً مطلقاً ، لا يسيطر على جسمه وعقله ونفسه ووجدانه وفكره مسيطر الا ادب النفس .

ويجب ان يكون ادب النفس أساس ادب الجوارح ، وان يكون ادب الجوارح تاماً له واثراً من آثاره ، فان أبي الناس الا ان يجعلوا الرياء في ادب الحركات والسكنات اساس اعمالهم وعلائقهم وميران فيمهم واقدارهم ، فليعلموا ان العالم كله قد استحال الى مسرح تمثيل ، وانهم لا يؤدون فيه غير وظيفة الممثلين الكاذبين .

الحرية شمس يجب ان تشرق في كل نفس، فمن حرمها عاش في ظلمة حالكة يتصل اولها بظلمة الرحم، وآخرها بظلمة القبر.

الحرية هي الحياة ولولاها لكانت حياة الانسان اشبه شيء بحياة اللعب المتحركة في ايدي الاطفال بحركات صناعية

وقال الشيخ محمد عبده رحمه الله تعالى :

« تجلت بالاسلام للإنسان نفسه حرة كريمة ، واطلقت ارادته من القيود التي كانت تقيدها بارادة غيره سواء كانت ارادة بشرية ظن انها شعبة من الارادة الالهية. او انها هي كأرادة الرؤساء والمسيطرين ، أو ارادة موهومة اخترعها الخيال كما يظن في القبور والاحجار والأشجار والكواكب ونحوها ، والنكت عزيمته من اسر الوسائط والشفعاء ، والمتكهنة والعرفاء ، وزعماء السيطرة على الأسرار ، ومنتحلي حق الولاية على اعمال العبد فيما بينه وبين الله ، الزاعمين أنهم واسطة النجاة وبايديهم الاشقاء والاسعاد. وبالجملة فقد اعتقت روحه من العبودية لمحتالين والدجالين وصار الانسان