صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/34

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

۱۲

* خطاب إلى المسيطر *
وفيه النفس المرضية والنفس الأمارة بالسؤ والجهاد الأكبر

وقال تبارك وتعالى [وقل للذين أوتوا الكتاب و الأميين ءأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ . والله بصير العبـاد ]

* **** *

يا ايها المسيطر ترى ان الله امر بترك أهل الكتاب أحراراً.أفلأهل الكتاب امتياز على من اسلم حتى تحاول استعباد فكر المسلم وارادته وقوله وعمله ؟ ألك ان تقوده كرها إلى ما تشاء هدى كان او ضلالاً ؟ واي نفع في الاكراه ؟ ان الايمان الحق تصديق في القلب واطمئنان ، لا انقياد لاكراه او رياء في اذعان . أأنت أم ربـك اعلم بمن ضل عن سبيله او بمن كان من المهتدين ؟

إلهي ! جللت وتقدست فالحكمة والنور والهدى في كتابك وقد قدست الحربة تقديساً . ولم يك من ضل منا الا ضعيف البصر ،او سالكاً طريق الشرك الأصغر، وان عفوك لاكبر .

يا ايها المسيطر ، يا منتحل الوكالة علينا ، ان الله جل جلاله لم يوكلك، ورسوله صلى الله عليه وسلم لم يوكالك ، والقانون لم يوكلك ، ونحن لم نوكلك . فمن اين لك هذه الوكالة ؟

وليس لك ان تكلف غيرك شيئاً. الحرية نور الحق فلا تحاول اطفاءه في الانسان بأذاك . شد ما حاول ابو جهل وابو لهب واعوانهما إطفـاء