صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/29

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

حرية السفور وحرية الحجاب

ولقد كان الروسيون المسيحيون من اشد الناس تمسكا بالحجاب حتى مزق حجابهم بطرس الأكبر بامره الامبراطوري سنة ١٧٢٦ . وكان الاتراك المسلمون من انصار الحجاب فمزقه المصلح الاعظم مصطفى كمال منذ بضع سنوات . ومنذ زمن قريب وقف في الناس خطيباً فقال : « لقد احرزت نصراً مبينا على التقليد والاعداء، يرجع نصف الفضل فيه للجنـد والنصف الآخر لتمزيق الحجاب «

وان اختلاف الناس في اي الطريقين افضل لصيانة المرأة : أسفورها أم حجابها كان يحدث النزاع والفتن بينهم ، كذلك كان اختلافهم من قبل على الطريق الافضل لتمجيد الله مبعثا للفتن ، وكذلك كان للفتن مبعثاً . اختلافهم على الطريق الموصل الى رقي البشر ونفعهم ، أهو طريق العـلم مطلقا فيه العقل والفكر ، ام طريق الدين مقيداً فيه العقل والفكر ، حتى كدنا ننتهي باذن الله في هذا النوع الثالث من الاختلاف كما انتهينا في النوعين الأولين إلى تبادل التسليم بحرية السفور وحرية الحجاب ، فالذي رأى تحرير المرأة وسفورها اقرب للدين واحفظ للشرف وانفع لها وللعيلة والامة أنبعه ، والذي رأى حجابها واستعبادها اقرب للدين واحفظ للشرف واقع للديلة وللامة اتبعه .

ولكل من الفريقين معتقده . لا حجة بينه وبين أحد ، له عمله ولغيره عمله . ولكن له ان شاء ان يقنع الفريق الآخر بالدليل والبرهان والحكمة والموعظة الحسنة