صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/28

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٦
حرية السفور وحرية الحجاب

هذا ما قاله الرئيس المحترم . وكم من عالم في عالم الاسلام مفكر القى علينا من مثل هذه التعاليم الشريفة دروسا ، الخير والحكمة وروح الدين فيها . وتلك رسالة التوحيد للمرحوم الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية ، درس لنا نفيس من تلك الدروس


كذلك منذ خلق الانسان ، والناس مختلفون في الطريق المؤدي الى حفظ المرأة ، فذهب بعضهم الى ان المرأة لا تحفظ الا بتذليلها وتجهيلها و استعبادها وحرمانها حريتها ، وحبسها محجوبة في بيتها ، وسدل النقـاب على وجهها ، لا نصيب لها من الهواء والنور مسندا اليها نقص العقل ونقص الدين غير حاسب لها عملا في المجتمع الا خدمة الرجل و بقاء النسل ،مذهب تمشى عليه من قبل اكثر الامم ثم قل دعاته وانصاره ، فامسوا في ايامنا هذه عدة ملايين نحن منها.

وذهب بعضهم عكس ذلك فاعترف المرأة بكمال العقل والدين وقال ان سفورها واحترامها و تعليمها وتحريرها، احفظ لها واضمن لسعادة العيلة والهيأة البشرية ، وحسب ان لهـا في صلاح المجتمع تأثيراً عظيماً . فاتبع هذا المذهب نحو من الف وخمسمائة مليون من الناس ، تبعه بعضهم على أثر رقي العلم وحرية التفكير عندهم ، وتبعه الآخرون على اثر ظهور نوابغ تفانوا في حب المجتمع الانساني ونفعه وترقيته .