ولرومة. فشجع عليه رعاياه ونقله الى الغرب. فظهر في ليون مثلًا في السنة ١٢ قبل الميلاد مذبح لرومة ولاوغوسطوس معاً. وقام مثله في السنة ٥ بعد الميلاد في مدينة كولون. ونشأت في جميع انحاء الامبراطورية اخويات دينية سياسية دعيت الواحدة منها أوغوسطالية. وكانت تقيم الحلقات لاوغوسطوس وتترنم به وترقص. واتخذ هو لنفسه لقب الحبر الاعظم1. وما كادت تنتظم امور هذا الدين الامبراطوري الجامع حتى اخذ رسل المسيح وتلاميذه يبشرون باله لا اله الا هو، تجسّد وولد من مريم العذراء، وصلب وتألم ومات من اجل البشر، وقام وصعد الى السماء ليدين الجميع. ولو حصر الرسل والتلاميذ عملهم في الاوساط اليهودية لما تنبهَ الرومان وتيقظوا. ولكنهم بشروا «الخليقة كلها» وحملوا رسالة السيد الى امهات المدن، لا بل الى رومة نفسها. فكان لا بد من الاضطهاد.
الاضطهاد : ويجدر بالقارئ ان يذكر فيما يتعلق بالاضطهاد اربع حقائق: أولًا ان المؤرخين يشيرون عادة الى عشرة اضطهادات بين السنة ٦٤ بعد الميلاد والسنة ٣١٣ سنة البراءَة. وثانياً ان الاضطهاد أُجري بموجب تشريع خاص صدر عن الامبراطور نيرون في السنة ٦٤ وقضى بألا يكون احد مسيحياً2. وثالثاً ان الاضطهاد لم يكن دائماً عاماً شاملًا. ورابعًا انه لا يمكن تحديد عدد الضحايا ويجوز القول انهم كانوا كثراً.
وفي عهد نيرون (٥٤–٦٨ب.م) اتهم المسيحيون باحراق رومة سنة ٦٤ فكان ما كان من شتى الوان العذاب. واستشهد الرسولان بطرس