اللبناني وقبرص. وحلّ آخرون في انطاكية. وكان بين هؤلاء قوم قبرصيون وقيروانيون. فلما دخلوا انطاكية بشروا اليهود و«اليونانيين» بالرب يسوع. «وكانت يد الرب معهم فآمن عدد كثير ورجعوا الى الرب.1» وجاءهم بطرس في السنة ٤٥ واقام بينهم ثماني سنوات. وبعد ان اطمأن لعمله في انطاكية وما جاورها أقام افذيوس رئيساً على كنيستهم وذهب في السنة ٥٣ الى رومة. وعرف المسيحيون بهذا الاسم لاول مرة في انطاكية.
بولس : وكان الشاب الفريسي شاوول بولس يتابع التفتيش عمن اعتنق النصرانية من اليهود ليضطهدهم باسم الناموس. فقام في السنة ٣١ بعد الميلاد الى دمشق ليوقف انتشار النصرانية في اوساطها اليهودية. وما ان اقترب منها حتى «ابرق حوله نور من السماء. فسقط على الارض وسمع صوتاً يقول له: شاوول، شاوول! لماذا تضطهدني?2» فكان ما كان من امر تنصره. وكان قد ولد شاوول في طرسوس بين الخامسة والعاشرة بعد الميلاد. وكان والده فريسياً متعصباً فجعل ابنه يدرس الشريعة والناموس. وأَبعده عن المدارس اليونانية. ويرجح رجال الاختصاص ان ما ناله شاوول من الفلسفة اليونانية جاءَ عن طريق الاحتكاك الشخصي بابنائها لا عن درس وتعليم. ورحل شاوول وهو لا يزال حدثا الى
اورشليم في طلب العلوم الدينية فاخذ عن غمالائيل المشار اليه آنفاً. وكان غمالائيل من اكبر علماء الدين في ذلك العصر. ويستدل من كتاب «اعمال بولس» الذي يرقى الى القرن الثاني بعد الميلاد ان بولس كان مربوع