السلطتين العسكرية والمدنية في ولايات الدولة وذلك خوفاً من تمرد الولاة او قادة الجيش على السلطة المركزية . لكن هذه القاعدة انقلبت عند نهاية القرن السابع وأساً على عقب اذ لجأ الاباطرة الى دمج السلطتين في يد قائد عسكري في كل ولاية . فحولت الولايات الى ثيات او بنود كما اسماها العرب . وكان بوستنيانوس الكبير قد لجأ الى مثل هذه الخطة في ادارة ولايتي قرطاجة ورابينة وذلك لتكرر هجمات اللومبارديين في ايطالية والمور في افريقية . فأنشاً وظيفة الاكسر خوس وجعله قائداً عسكرياً وحاكماً مدنياً في آن واحد . الا ان العلامة الالماني الدكتور ارنست اشتاين يرى ان هرقل درس عن كتب نظام الحكم. عند اعدائه الالداء الاكاسرة فأخذ عنهم دمج السلطتين العسكرية والادارية في يد قائد عسكري يقوم على رأس جيشه في منطقة معينة، فكان ان انشأ نظام النبات . ويرى غيره من رجال الاختصاص ان هذا النظام الجديد لم يعمم دفعة واحدة بل نشأ بالتدريج في ارمينية اولاً ثم في سائر آسية الصغرى فاوروية . والواقع الذي لا سبيل فيه الى جدال هو ان آسية الصغرى عند نهاية القرن السابع كانت قد قسمت إلى أربع ثيمات او بنود : (۱) ثيمة والبند لفظ فارسي معرب معناء العلم الكبير. وقال المسعودي في كتابه التنبيه والاشراف : أرض الحروم واسعة في الطول والعرض مقومة من قديم الزمن على أربعة عشر قسماً اعمال مفردة تسمى البنود كما يقال اجناد الشام ، ص ١٥٠، ومن عني بهذه الناحية من كتاب العرب ابن خرداذبه المتوفي سنة ٩١٢ ميلادية في كتابه المسالك والمالك الذي طبع في ليدن سنة ۱۸۸۹، وقدامة في كتابه الخراج ، وهو من اعيان النصف الأول من القرن العاشر . Stein, E., Byzantinisch-Neugriechische Jahrbucher, 1, (1920), 84-85 Kulakonsky, J., Byzantium, III, 287-431; Bréhier, L., Journal des Savants, XV. 412-505. ۲۷۸
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/279
المظهر