لها قرار . وسعت حكومة العاصمة بما لديها من وسائل لاخضاع هذه القبائل ولكن دون جدوى. وفي السنة ٦٥٧ جرد قسطنطين الثالث حملة عسكرية عليهم فهزمهم واشتق لنفسه طريقاً الى تيسالونيكية وارغمهم ان يخلدوا الى السكينة . ولكنهم عادوا الى سابق نزعاتهم فحاصروا هذه المدينة نفسها ما بين السنة ٦٧٧ والسنة ٦٨٥ . فقاد يوستنيانوس الثاني في السنة ٦٨٩ حملة أخرى عليهم واخضعهم ونقل منهم ثلاثين الفأ الى شاطىء الدردنيل الآسيوي . وفي أواخر القرن السابع تدفق البلغار عبر الدانوب واستوطنوا . والبلغار من الشعوب الطورانية ابناء عم المون والاتراك . وكانوا من قبل يعبرون الدانوب غزاة مغيرين ولكنهم لا يلبثون ان ينقلبوا الى ما ورائه . وكان هرقل قد استعان بهم بين السنة ٦٣٥ والسنة ٦٤١ ضد الآثار منعماً على زعيمهم بلقب بطريق مقدماً له الهدايا . الا ان الخزر في السنة ٦٧٩ اضطروا هؤلاء البلغار أن يجلوا عن اراضيهم في ما وراء الدانوب ، فتدفقوا عبر هذا النهر بقيادة خاقاتهم أسبروخ واحتلوا ما تاخم النهر من الأراضي حتى جبال البلقان. ثم أكره قسطنطين الرابع ان يعترف بالواقع وان يسترضيهم عمال محدد يدفعه كل سنة ، فنشأت دولة بلغارية فتية تمكنت من الاندماج برعاياها الصقالبة . فتقبلت لغتهم وتقاليدهم و وحدت كلمتهم . فأصبحت خطراً كامناً على دولة الروم" . الادارة وأدت الحروب الطاحنة التي دارت رحاها في القرن السابع الى تغيير اساسي في اساليب ادارة الولايات. وكانت القاعدة الاساسية المتبعة في تنظيم ادارة الولايات منذ عهد قسطنطين الكبير توجب الفصل بين Diehl el Morçats, Monde Oriental, 212-218. Runctiman, S., The First Bulgarian Empire, London, 1990. ۲۷
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/278
المظهر