هذه الرسائل يستوجب الرجوع الى القرآن نفسه لنرى اذا كان المراد به رسالة للعالمين أو رسالة خاصة بالعرب. وهو في نظرنا رسالة للعالمين دونما ريب . والنبي الذي حمل هذه الرسالة بادئ ذي بدء الى افراد قلائل من اقربائه ارادها في النهاية قوة تسيطر على العالم اجمع . اما قول غريمه وكايتاني في ان القرآن أريد رسالة للعرب دون سواهم فانه قول ضعيف لا يركن اليه " . ومهما يكن من أمر هذه الرسائل التي صدرت عن النبي الى مرقل وغيره ، فان المراجع الاولية العربية واليونانية تجمع على أن النبي قد في السنة ٦٢٩ حملة مؤلفة من ثلاثة آلاف مقاتل الى حدود الروم أنفذ الى قرية المشارف ، وان المسلمين وصلوا اليها ثم انحازوا عنها الى قرية مؤنه ليتحصنوا بها ، وان معركة حامية دارت رحاها في مؤته وأسفرت عن مقتل عدد كبير من المسلمين ، بينهم قائد الحملة زيد ابن حارثة ربيب ، وجعفر ابن ابي طالب ، وان خالد ابن الوليد و دافع بالقوم وحاشى ثم انجاز وتحيز حتى انصرف بالناس " . . النبي وايا كانت الخاتمة التي لقيتها هذه الحملة فأن نتائجها وآثارها كانت بعيدة المدى . فبينما رأى الروم فيها غارة كتلك التي اعتاد البدو أن يشنوها للسلب والنهب كانت حملة دبيب النبي من نوع جديد ولم يقدر الروم با هميتها. فهي غارة منظمة قامت لتؤدي مهمة خاصة ، وغدا انهزامها ا اطلب تفصيل هذا في بحث شائق للمستشرق المستعرب غولدزير : Goldziher, f., De Religion des Islam-Die Religionen des Orients, III, 106. Grimme, H., Mohammed, 1, 123; Caetant, I., Studi di Storia Orientale, Y III, 236, 257. الطبري ، ج ۱، ص ١٦١٠ ، وما يليها . ابن هشام ( الطبعة الأوروبية ) ، ص ٧٩١ وما يليها . الطبقات لابن سعد، ج ۲، ص ۰۹۲ Theophanes, Chronographia, 333-335 ۲۳۷
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/238
المظهر