عرج على الاسكندرية فحاصرها واستولى عليها . وهكذا خسر هو قل ارمينية وما وراءها وهي أخصب البقاع بالرجال لتعبئة الجيش ، وخسر مصر وهي مركز تموين العاصمة ، وأضاع المدينة المقدسة وعود الصليب وهو ذخر النصارى. وكانت البلقان كما سنوى مسرحاً كبيراً لطغيان الآفار والصقالبة . فلم يبق والحالة هذه من جميع اقطار الامبراطورية قطر يمكن اللجؤ اليه والاعتصام به سوى افريقية . فاراد هر قل ان يقلع اليها ليغزو منها عصر ويجلي الفرس عنها . وعلم الشعب في القسطنطينية بما نواه الفسيلفس فهبوا يودعونه، وألح عليه البطريرك بوجوب البقاء في القسطنطينية ، ولم يكف عنه حتى أقسم بأنه لن يبرح هاجم - العاصمة. وفي أثناء هذا كله - ولسنا ندري متى كان ذلك بالضبط الفرس القسطنطينية باسطول بحري، ولعلهم قصدوا بذلك الى معاونة الآفار كما سيمر بناء على انهم لم يصادفوا التوفيق . فان الاسطول الرومي قضى على قوتهم البحرية وبدد شملها ، ففرق في بحر مرمرا اربعة آلاف فارسي مع مراكبهم . راكبهم. وتنبهت الكنيسة فأمدن الفسيلفس بجميع ما لديها . من الذهب والفضة ، شرط ان يعاد اليها ما يقابله بعد الحرب . وكان هر قل قد استشفع الى العذراء في السنة ٦٠٩ عندما بدأ يستعد للحملة على القسطنطينية فعاد اليها مستشفعاً في شتاء السمنة ٦٢١ . واعتزل للرياضة الروحية تأهباً للقيام بواجب مقدس : واجب الدفاع عن الدولة والكنيسة والدين. وفي الرابع من نيسان من السنة ٦٢٣ تقدم من المائدة المقدسة متناولاً القربان الطاهر. وفي الخامس من الشهر نفسه دعا اليه كلا من البطريرك سرجيوس والحاكم بونوس والشيوخ وكبار الموظفين والوجهاء والاعيان ، والتفت الى البطريرك وقال : و اني اعهد الى الله والى والدته واليك بهذه المدينة وبابني من بعدي .. وبعد الصلاة في كنيسة الحكمة الالهية والابتهال والتوسل تسلم ايقونة السيد المخلص . ثم أقلع ٢٢٥
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/226
المظهر