ان يوحد كلمة أصحاب الطبيعة الواحدة أولاً ليسهل عليه التوفيق بينهم وبين الكنيسة الارثوذكسية الام . فاستدعى المنذر الغساني الى القسطنطينية. فأمها هذا البطريق مع ولديه ووصل اليها في الثامن من شباط سنة ٥٨٠ . فاستقبله الامبراطور بكل احترام وتبجيل . وانعم عليه بلقب ملك . وسمح له بان يستبدل الاكليل البطريقي بتاج ملكي " . ثم الشرقيين . وسمح طلب اليه ان يوفق بين صفوف اصحاب الطبيعة الواحدة . ووقف الامبراطور الاضطهاد الذي كان قد حلّ هؤلاء منذ عشر سنوات أو أكثر تسهيلاً لعمل الملك الجديد ، اي المنذر ، وعاد المنذر الى سورية وعقد مجمعاً برعايته في الثامن من اذار سنة ٥٨٠ ، واتصل بغريغوريوس بطريرك انطاكية الارثوذكسي وفاوضه في المهمة الموكولة اليه . وأصبح المنذر الغساني ملكاً محلياً وحكماً في اعوص مشاكل ذلك العصر واشدها تعقيداً . ولم يوض البطريرك افتيخيوس عن هذا التسامح والتساهل مع اصحاب الطبيعة الواحدة . وشاركه في رأيه هذا عدد من كبار رجال الجيش والسياسة وبينهم موريقيوس القائد. وفي السنة ٥٨٠ اراد هذا القائد أن يفاجيء الفرس بهجوم مخاطف عن طريق الفرات متعاوناً مع المنذر وقبائله . فلما وصل الى الفرات وجد الجسر الكبير مهدوماً. فتراجع خائباً وعزا خيبته الى خيانة المنذر وتواطؤه مع الفرس وشكاه الى الامبراطور . وبرغم ان المنذر عاد فاغار وحده على اراضي عدوه امير الحيرة واعمل في عاصمته النار وقفل من غزوته بغنائم عظيمة " ، فأن موريقيوس تشبث برأيه وأصر Aramundarus Saracenorum Hex.
Michel le Syrien, X, 344. راجع نولد که امراء غان ، ص ٠٢٦ وقد ذكر هذه الحادثة الشاعر الخيري المعاصر عدي ابن زيد ، الاغاني ۲ : ۲۷ ، الطبري ، ۱ : ۱۰۲۱، ياقوت ٣ : ٦١٢ - ٢٠٤