مهيبة مشى فيها المصلون من رجال الاكليروس والعذارى وافعين الشموع . وهناك دفن الجثمان في قبر مذهب، وما ان تم الدفن حتى أزيح ستار الحزن وارتفعت الاصوات مهللة بارتفاء الفسيلفس الجديد . وكان يوستينوس الثاني نشيطاً مجتهداً شجاعاً جريئاً . فانه منذ ان تبوأ العرش أظهر من العزم والأنفة في علاقاته مع البرابرة ما يليق بمقامه الجليل . فامتنع عن ان يؤدي لهم المنح السنوية ، وكانت قد بلغت في اواخر عهد خاله پوستنيانوس ثلاث مئة الف ليرة ذهباً ، وأعاد العناية بالجيش واهتم بالمالية وحاولى محاولة صادقة في ازالة الهم والعناء عن جميع الرعايا . وأعلن انه سيحيي الليل بطوله للمحافظة على مصالح الدولة ولاصلاح كل ما ينبغي اصلاحه، كما أعلن ان همه الوحيد هو ان يقدم للولايات أفضل الشرائع كي يضمن لاهلها الامن والعدل، ولكن الحوادث تتالت قوية عنيفة فجاءت بما لم بشته و كعمته كعماً . وكان يوستينوس ، على مزاياه ، شامخاً متغطرساً تعوزه الحيلة فلم يتسن له الوصول الى رغائبه . وفي أواخر السنة ٥٧٣ أصيب في عقله اصابة ظاهرة ، فتصدت زوجته صوفية للقيام باعباء الحكم مستعينة بقومس الحرس طيباريوس الامين . ثم ان يوستينوس فيني طيباريوس. وفي السابع من كانون الأول سنة ٥٧٤ أعلنه قيصراً . فصرف طيباريوس الامور باسم سيده أربع سنوات متتاليات الى ان قضى يوستينوس فانفرد بالحكم. طياريوس الثاني : (۵۷۸ - (۵۸۲) ورغب طيباريوس رغبة اكيدة في تخفيف الضرائب فتعلق الشعب به واحبه كثيراً. وكان يوم وفاته يوم حزن وحداد في جميع انحاء الامبراطورية ، فرناه كثيرون ، وقال Stein, Studien zur Gesch, des Byzant, Reiches, 3-4; Lingenfhal, Z., Jus Graeco-Romanum, III, 3. Nov, 149. ١٩٦
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/197
المظهر