فجر السكان المدن والقرى ووقف الحرث والزرع وعم الجوع فاضطربت الدولة بأسرها . وتعددت الزلازل . واشهرها زلزال السنة 201 وفيها اهـتز الاحل اللبناني من أرواد حتى صور وعم الحراب . واصاب بيروت السهم الأوفر ، وقيل ان البحر فيها ارتد ميلا ثم عاد بطغيان هائل فأغرق سفنا عديدة والوف الناس ، ويقول اغاثيوس المؤرخ ، أن بيروت زهرة فينيقية ذوت بعد هذه الزلزلة العظيمة وتقلص ظل جمالها ودكت ابنيتها الشائعة البديعة فتقوضت ولم يبق منها الا ردم وخراب . وهلك تحت انتافها جم غفير الاهلين والأجانب ، واختطف الموت نخبة الشبان الاشراف الذين كانوا قد قدموا بيروت الدرس الحقوق الرومانية في مدرستهـا الشهيرة ، كانت فخراً لها وتاجاً على مفرقها تباهي با اخواتها من المدن من العظمي. 4 . واتخذ برستنيانوس الفسيلنس ما بين السنة ٥٢٥ والسنة 536 طائفة من الاجراءات لتعزيز السلطة المحلية مع تثبيت نفوذ للسلطة المركزية , وكان قسطنطين الكبير ، كما سبق ان أشرنا ، قد جزءا الولايات الكبيرة الى ولايتين او اكثر وفصل السلطة الإدارية في الولايات عن السلطة العسكرية ليأمن شر التمرد والعصيان ، ولكن بوستنيانوس اراد ان يبسط الأمور ليسهل عمل الادارة فقلل عدد الولايات وأنقص عدد الموظفين وزاد في رواتبهم Zinsser, H., Rats, Lice, and History, 144-149. Patrologia Graeca, éd, Migne, 88: 1359. وعلى اثر هذه الزلزلة انتقل الاساتذة إلى صيدا رينا يتجدد بناء بيروت ثم عادوا البها بعد سنين قليلة. ولكن نارا شبت بها في السنة ٥٦٠ فالتهمت معاهدها وعددا كبيرا من دور الـكن ١٧٤
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/175
المظهر