هذا كله لم يتمكن بوستنيانوس من القضاء على هذه الطبقة . ولمس يوستنيانوس عيوب الادارة ومواطن الخلل فيها كبيع الوظائف وتبديد الأموال والسرقة والبلص . وعـلم حق العلم أن هذه النقائص نؤدي حتما الى الفقر والخراب والى اثارة الفتن والمشاكل . ورغب كل الرغبة في ازالة الضرر واصلاح الحال . وشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه . وكان يقول بالحكم المطلق ، فرأى ان أفضل الوسائل لمداواة الحال هي السعي لتقوية الحكومة المركزية وانتداب رجال اكفاء للقيام بمهام الحكم . وعني بادىء ذي بدء عماليـة الدولة فذكتر بنفقات الحرب وطلب الى الرعايا ان يؤدوا ما وجب دفعه باخلاص وعلى الوجه الأكمـل . وأمر الموظفين ان يعاملوا الرعايا بعطف ابوي وان يرفعوا عنهم الظلم ويمتنعوا من الرشوة ويعدلوا . ثم عاد فذكر الموظفين بوجوب السعي لتغـذية الحزينة" ، واجتهد بوستنيانوس اجتهاداً حثيثاً في سبيل الاصلاح على أساس هاتين القاعدتين : أمانة الموظف والخلاص المكلف . ولكنه رأى بعد وقت ان ذلك لم يكف لتغذية الخزينة فلجأ الى انقاص النفقات بالقاص الجيش وابتياع رضي الخصم على الحدود . ولم يفطن الى أن مثل هذه الخطة يؤدي الى الاضطراب في الداخل وضعف الهيئة في الخارج فضلا . عن نقص الموارد وازدياد النفقات . . ومما زاد في الطين بلة انتشار الاوبئة في عهده وحلول الزلازل . واشهر الاوبئة طاعون السنة ٥٤٢ . فأنه ظهر في مصر وانتقل الى سورية ولبنان فالقسطنطينية فير الاناضول فيما بين النهرين ففارس ثم عبر البحر الى صقلية وإيطالية . ودام انتشاره في العاصمة اربعة اشهر . وتزايد فتكه . Novella, 8, (16). 8, 10; éd. von Lingenthal, I., 102, 10%. Novella, 28, (31), 5; von Lingenthal, I, 197. ۱۷۳
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/174
المظهر