القسطنطينية؛ للمطالبة بحقها في إرث والدها، فقدمتها بلشيرية لأخيها فأعجبتْه، فنُصِّرت باسم إفذوكية، وتم عقدُ قرانها، فأصبحت الإمبراطورة في السنة ٤٣١.
صداقة فارس:وكان ثيودوسيوس الكبير قد رأى بثاقب نظره أن مشكلة القوط وغيرها من مشاكل جبهته الشمالية الغربية تتطلبُ سلمًا دائمًا في الشرق، فاعتدل في مطالبه في أرمينية، وبين الفرات والدجلة، وانبثقتْ صداقةٌ بين الدولتين دامتْ عهدًا طويلًا، ومِمَّا «يُروى»، من هذا القبيل، أَنَّ أركاديوس لَمَّا حضرته الوفاةُ قَلِقَ على ولده الطفل ثيودوسيوس الثاني من دسائس البلاط، فأوصى بِأَنْ تكون الوصايةُ على ابنه ليزدجرد الأول ملك الفرس، ويروى أيضًا أن يزدجرد الأول أنفذ إلى القسطنطينية، بعد وفاة أركاديوس، أَحَدَ أخصَّائه لحماية الملك الطفل1. والواقعُ أن يزدجرد الأول (٣٩٩–٤٢٠) أخلص في صداقته وتَرَفَّعَ عن مضايقة النصارى في بلاده، وسمح لهم في السنة ٤٠٩ أن يرمموا كنائسهم وأن يتعبدوا أحرارًا، وسمح في السنة ٤١٠ بأن ينعقد، في عاصمته طيسفون، مجمعٌ مسيحيٌّ انتخب إسحاق أسقف طيسفون «سلوقية» رئيسًا على الكنسية الفارسية، ومنحه لقب كاثوليكوس، وصلى المجتمعون من أجل سعادة يزدجرد ونصره وتأييده2. ولكن حكومة فارس عادت، بضغطٍ من كهنة زرادشت وطبقة النبلاء ، إلى اضطهاد المسيحيين في السنة ٤٢١، فانقطعت العلاقاتُ
- ↑ Bury, Later Rom. Emp. II, 2. وفي فازيلايف، ص٩٦ «ترجمة إنكليزية»: أن بعض الثقاة يشكون في أصالة المرجع الأولي الذي يروي هذا الخبر (Vita Porphyrii)، ولكنه هو يرى أن ليس في هذه الرواية ما لا يقبلهُ العقلُ، وبالتالي لا يجوز رفضها، وهو قولٌ ضعيفٌ، من حيث قواعد المصطلح؛ إذ الأصل في التأريخ الاتهام لا براءة الذمة.
- ↑ Chabot, J. B., Notice Mss. Bibl. Nationale, 1902, 258.