صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/117

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

رسائل بولس الرسول إلى أهل كورونثوس، وإلى الرومانيين، وكَتَبَ في مَنْفَاهُ رسائلَ عديدةً أشرنا إليها سابقًا، ولا نزال نتمتع بصلواته في خدمة القداس الإلهي في معظم أيام السنة.

«لا ينوحنَّ أحدٌ عن فقر؛ لأن المملكة العامة قد ظهرت، لا يندبنَّ أحدٌ على آثام؛ لأن الصفح قد بدا من القبر، لا يخافنَّ أحدٌ من الموت؛ لأن موت المخلِّص قد حرَّرنا، أين شوكتك يا موت؟ أين ظفرك يا جحيم؟ قام المسيح، وأنت غُلبت، قام المسيح، والملائكة يفرحون، قام المسيحُ، واستقرت الحياة، قام المسيح، وليس ميت في القبر؛ لأن المسيح بقيامته من الأموات قد صار مقدمة الراقدين1

ثيودوسيوس الثاني (٤٠٨–٤٥٠) وكان من حُسن حظ الإمبراطورية الشرقية أَنْ تُوُفيت إفذوكسية الإمبراطورة في السنة ٤٠٤، على إثر إجهاضٍ شديد، وأَنْ تولى النفوذ في الدولة المدبِّر أنثيميوس الحكيم، وزاد في حسن الحظ أَنْ تُوُفي استيليكون في الغرب في السنة ٤٠٨، وتبعه أركاديوس في السنة نفسها، فانفسح في المجال لأنثيميوس أَنْ يعمل بحكمته وأَنْ يبقى مسيطرًا على شئون الدولة أربعةَ عشر عامًا.

وكان ثيودوسيوس عند وفاة أبيه لا يزالُ في السابعة من عمره، فتَهَذَّبَ بعلومِ عصره، ونشأ محبًّا للعلم، ديِّنًا، تقيًّا، وكان يُجيد الخط والصيد، ومِنْ ثم كان له هذا اللقبُ الذي نقرأ أحيانًا: ثيودوسيوس الخطاط2، وأحبت شقيقته بلشيرية أن يكون لها امرأة أخٍ مطيعة، سهلة الانقياد، فانتقتْ له آثينة ابنة أستاذٍ آثينيٍّ وثنيٍّ، كانت قد أَمَّتِ

  1. من عظة له يوم عيد الفصح.
  2. Brehier, L., Les Empereurs Byzantins dans leur Vie Privée, Rev. Hist. (1940), 203-204.
١١٦