صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/10

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

الباب الأول

المقدمة

*

الفصل الأول

تقهقر رومة الداخلي وازمة القرن الثالث

النظام الكولوني وتأخر الزراعة: كان من جراء التوسع العسكري الروماني ان تعاظم كسب قادة الجيش وضباطه وحكَام الولايات وكبار الموظفين فعادوا إلى اوطانهم متمتعين بجميع ضروب التنعم والترف، مشبعين بغطرسة من ذاق لذة السلطة المطلقة بعيداً عن وازع الشريعة الرومانية وقيود النظم الجمهورية. ولم يكن في نظر الرومانيين ليليق بشيوخهم وعظمائهم ووجوههم أن يتعاطوا التجارة أو الصناعة، فتهافت الأغنياء والكبراء على اقتناء المزارع يضمون بعضها إلى بعض، فيكوّنون منها مزارع مترامية متسعة، ويستاقون اليها من ملكت أيمانهم من الارقاء. ولم يقوَ المزارع الصغير على مزاحمة جاره الكبير فضم ارضه الصغيرة الى ارض جاره الكبيرة، وربط نفسه بتلك الارض إلى الابد. ومع أن هذا النظام الكولوني لم يجعل منه رقيقاً لسيده، فانه فقد حريته ان يذهب حيث يشاء. وتعددتْ هذه المزارع الضخمة في ايطالية وصقلية واسبانية،

٩