صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/85

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ا الحواريين ، وقد صرح بأنه أتى ليتمم الناموس لا لينقضه ، فكان هذا ألد خصومه . ثم جاء محمد المجموع من يهود أورشليم مع وكانت شيعته أفراداً قلائل . وكان من يؤمن به عرضة لأنواع العذاب وموضع السخرية والاستهزاء ، واليوم ترى مئات الملايين الخلق تدين بدين محمد . وأكثر مجموع العالم يدين بتعاليم الثلاثة : ... ۸۱ موسى وعيسى ومحمد « ولو لم تكن تعاليمهم خيراً ، وموافقة لروح الإنسانية ، لما تكاثر تابعوهم على الرغم من مقاومة المجموع ، وعلى الرغم من الاضطهاد والقتل والاستهزاء . . . وهكذا ينبغي أن نعلم أن كل تعليم حق في ذاته ـ ولو خالف المألوف وقل أنصاره ، فمن الحكمة ألا نرفضه لقلة الأشياع والنصراء أو لكثرة جماهير المخالفين . فإن تبين منه نور الحق وكان الناظر ضعيف الحكمة لا يجرؤ على مناصرته ومظاهرته فليصبر حتى تكثر الأعوان ولا يسارع إلى مجاراة الكفران به . . . » ثم قال : « وهكذا دعوى الاشتراكية ـ وإن قل نصراؤها اليوم - لا بد أن تسود في العالم يوم يعمه العلم الصحيح ويعرف الإنسان أنه وأخاه من طين واحد ، ونسمة واحدة ، وأن التفاضل إنما يكون بالأنفع من المسعى للمجموع ، وليس بتاج أو نتاج أو مال يدخره ، أو خدم ، أو جيوش يحشدها ، وغير ذلك من عمل باطل ومجد زائل ا بالدم - يستعبدهم وسيرة تبقى معرة لآخر الدهر ثم عقب قائلاً : « إن مخالفة المألوف أمر عظيم وما تحتاج إليه .