صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/50

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

2 46 بينهم « وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله » . . . . وقد رويت مسائل شتى من مسائل السلم والحرب استعان فيها النبي بآراء أصحابه وعمل بها على خلاف ما ارتآه . ع ومن تمام المسئولية الفردية تكافل الأمة في المسئولية العامة ، فإن الأمة قد تصاب جميعاً بضرر جناه عليها بعض أبنائها ، فمن حق كل فرد أن يدفع الشر عن نفسه وعن غيره : « واتقوا فتنه لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة » ، وعلى كل فرد أن يبذل في دفع الشر جهد ما يستطيع : و« لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، ولكنه قد يصاب بضلال غيره عملا ً ولا يحاسب عليه شرعاً : « لا يضركم من ضل إذا اهتديتم هذه .... هي الأسس التي لا تقوم الديمقراطية على غيرها في بيئة من البيئات ، وإذا علمنا من شأن أمة أنها تؤمن بالمسئولية الفردية والمساواة وترفض الاستبداد بالرأي في الحكومة وتتواصي بدفع الشر متكافلة في دفعه ـ فلا يعنينا ما تسمى به في مصطلحات السياسة الحاضرة أو الغابرة ، لأنها أفضل الحكومات سواء عرفت باسم الديمقراطية أو بغيرها من الأسماء . على أن التعاون بالآراء خاصة من خواص الديمقراطية الإسلامية جديرة بالتفصيل في غير هذا الموضع ، لأنها أصل من الأصول الاجتماعية التي لا تأتى عرضاً ولا تنحصر في شئون السياسة دون غيرها ، ولهذا سنفردها بالكلام في باب الديمقراطية الاجتماعية ، ونذكرها .