صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/47

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الديمقراطية الإنسانية نستطيع بعد الفصول المتقدمة أن نقرر أن شريعة الإسلام كانت من أسبق الشرائع إلى تقرير الديمقراطية الإنسانية ، وهي الديمقراطية التي يكسبها الإنسان لأنها حق له يخوله أن يختار حكومته وليست حيلة من حيل الحكم لاتقاء شر أو فتنة ، ولا هي إجراء من إجراءات التدبير تعمد إليها الحكومات لتيسير الطاعة والانتفاع بخدمات العاملين وأصحاب الأجور . وتقوم الديمقراطية الإسلامية ، بهذه الصفة ، على أربعة أسس لا تقوم ديمقراطية كائنة ما كانت على غيرها ، وهي : (1) المسئولية الفردية و (۲) عموم الحقوق وتساويها بين الناس و(۳) وجوب الشورى على ولاة الأمور و (4) التضامن بين الرعية على اختلاف الطوائف والطبقات س هذه الأسس كلها أظهر ما تكون في القرآن الحكيم وفي الأحاديث النبوية وفي التقاليد المأثورة عن عظماء الخلفاء فالمسئولية الفردية مقررة في الإسلام على نحو صريح و بآيات متكررة تحيط بأنواع المسئولية من جميع الوجوه 43