صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/14

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۰ ودعواه ، ومثله في ضلاله وادعائه مثل من يحكم على الكائن الحي بعضو ينتزعه منه ويفصله من سائر أجزائه ثم يقول : هذه هي الحياة من شاء أن يقرأ هذه الصفحات من الوجهة الدينية فهى ماثلة أمامه بأسانيدها ومراجعها كما أسلفنا في غير شطط ولا جمود . ومن شاء أن يقرأها من الوجهة العلمية فليعرف «أولا » ما هي الوجهة العلمية في النظر إلى واقع لا ينحصر في مجموعة من الشعائر والعقائد ولا في عدد من الناس ولا في زمن محدود ولا في أحوال متطورة ولا في ظواهر علنية ولا في بواطن خفية ، بل يشمل هذا كله ، ولا بد لوزن الصحيح من وضع هذا كله في الميزان دی نعم . ولا بد مع هذا من النظر إلى الناحية السلبية لهذه المسألة ونعني بها حالة الإنسان فرداً وهو مجرد من الإيمان بما يعمر وجدانه ، وحالة الإنسان مجتمعاً مع الملايين من أمثاله وهم مجردون من الإيمان بما يعمر وجدانهم ، ثم حكم العلم الذي يخلص إليه حين يدرس الحقيقة يحملتها من جانب الإثبات وجانب الإنكار فإذا كان العالم عالماً حقنا فهو خليق أن يحكم في المسألة حكم العلم قبل حكم الدين ، فيقول له العلم إن الحقائق الكبرى من هذا القبيل لا يثبتها أنبيق ولا تنفيها معادلة حسابية ، ولا تقطع فيها بالرأى مادة واحدة من مواد العلوم ، ومتى ظفرت الأمة بإيمانها وانبعثت معه في حياتها وفي جهادها وفي الحاضر من أعمالها والمنظور من آمالها فليست المسألة هنا مسألة هيئة يقررها عالم ويدحضها عالم ، وتتغير تبعاً لذاك ، ولكنها ا 6 I,