صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/12

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

A الأعمال الجسام التي تمت بباعث تلاك العقيدة ولولاها لما هل هي الأمم التي دانت بتلك العقيدة مئات من السنين وصدرت عنها في تقدير الأخلاق والعادات وتقرير المباح والمحظور ؟ هل هي تمت على هذا الوجه أو لما تمت على وجه من الوجوه ؟ هل هي أسلوب الوجدان في تصور الحقائق الدينية والشعور بالغيب المكنون وراء ظواهر هذا الوجود ؟ وهنالك جانب «سلبى » يقابل هذا « الجانب الإيجابي » ولا بد من السؤال عنه كما يسأل هذه الأمور عن . ( . ) إذا عرضنا لتقدير الحياة الدينية في أمة من الأمم فهل نستغنى عن النظر إلى الإنسان المجرد من الاعتقاد الذي خلا وجدانه من الإيمان ؟ وهل نستطيع أن نبعد من تقديرنا أنه إنسان « غير طبيعي » في قلقه وارتيا به وسوء ظنه بوجوده ، ، وأن اجتماع ملايين من أمثال هذا الإنسان في أمة واحدة يخلق لنا أمة « غير طبيعية » في خلالها وفوضاها ونقص البواعث التي تمسك بعضها إلى بعض وتربط كلا منها برباط القانون والحاق وصوالح العادات ؟ وما هي الظاهرة العلمية التي يقررها العالم إذا قاس الأمور كلها بهذا المقياس ووزن الأحداث التاريخية والأطوار الإنسانية كلها بهذا الميزان ؟ هنا حقيقة شاملة لا انفكاك لجزء من أجزائها عن سائرها : حقيقة حية تنتظم في أطوائها مئات الملايين من البشر في عشرات المثين من السنين ، وتدخل فيها بواعث الأخلاق والاجتماع والنهوض والتقدم بين