فَتَدَاخَلَني ما لم أَمْلِكْ نَفْسي مَعَه وقُلْت:
تلكَ هي الخُدعَةُ التي يَخْدَعُكُمْ بها الشَّيْطانُ أَيُّها الضُعَفاءُ، والثُّلْمَةُ الّتي يَعْثُرُ بِهَا في زَوَايا رؤُوسِكُمْ فَيَنْحَدِرُ منها إِلى عُقولِكُمْ وَمَدَارِكِكُمْ فَيُفْسِدُها عَلَيْكُمْ، َفَالشَّرَفُ كَلِمةٌ لا وجود لها إِلَّا في قَوَامِيسِ اللُّغَةِ وَمَعَاجِمها، فإنْ أَرَدْنا أنْ نفتش عنها في قُلوبِ النَّاسِ وَأَفئِدَتِهم فإِِنّا لانَجِدُها، والنَّفْسُ الإِِنسَانيةُ كالغديرِ الرَّاكدِ لا يزالُ صافيَاً رائِقاً حتى يَسْقُطَ فيه حَجَرٌ، فإذا هو مُسْتَنْقَعٌ كَدِرٌ.
وَالْعِفَّةَ لونٌ من أَلْوانِ النَّفسِ، لا جوهرٌ من جَوَاهِرها، وقَلَّما تَثْبُتُ الأَلوانُ على أَشِعَّةِ الشَّمْسِ المُتَساقِطَةِ.
قال: أتنكرُ وُجودَ العِفَّةِ بين الناسِ؟.
قلتُ: لا أُنْكِرُها لِأَنّي أَعْلَمُ أَنَّها مَوْجُودةٌ بينَ