- المقدمة
والذي صرح به في العين ومختصره وغيرهما انه معتل وصوبه الصرفيون قاطبة وقوله ووهم الجوهري اي في عده معتلا فقد تبعه في المعتل وذكره هناك غير منبه عليـه انتهى . وقس عليه الجماء واللفـاء وعبأ الجيش وغيرها مما ذكره في موضعين غير منبه عليه وسيأتى لذلك مزيد بيان فقد تبين مما أوردته من هذه الامثلة نشوز الهمزة على اقلام المؤلفين اما رسمها في الخط و ابدالها من حروف العلة فيكاد يكون علما مستقلا يحوج الى زمن طويل فلو انهما رسمت في الاصل بشكل مخصوص غير شكل الالف لاسترحنا من مشكلاتها فانى ارى المؤلفين غير متفقين على رسمها مع كثرة ما جعلوا له من القواعد والضوابط حتى ان بعضهم جعل الشاذ منه قاعدة كالفظة مسئول ومشئوم مثلا فجزم بانه لا بد من كتبها بالياء مع ان الياء لا مدخل لها هنـا فالاولى ان تكتب بالواو مع بقاء واو مفعول وكذا رأيتهـا في الخطوط القديمة ورأيت المرأة في النسخة الناصرية التي قرئت على المصنف وسيأتي وصفها من دون الف و بعضهم يكتب التوأم بالف فوقها همزة وبعضهم يكتبها من دون الف بناء على ان ما قبلها ساكن فعاملوها معاملة الدف ونظائره • قال العلامة ابو الوفاء الشيخ نمر الهوريني رحمه الله في المطالع النصرية ان الالف زيدت في مائة للفرق بينها وبين منه فان الهمزة في مائة تكتب بآء لوقوعها مفتوحة بعد كسرة حتى يجوز نقطها والنطق بها ياء دقيقة غير مشددة كما في قول زرقاء اليمامة تم الحمام ميه فاذا كتب اخذت منه بلا زيادة الف اشتبهت باخذت من، لانهم كانوا اولا يتساهلون بترك النقطكما كان المصحف اولا في عصر الخلفاء الراشدين فجعلوا زيادة الالف لمنع الالتباس ولكنهم ابقوها معها عند التركيب مع الأسماء في نحو ثلثمائة وستمائة واخوانهما بل ابقاها بعضهم في مائتين أيضا الحاقا الثنى بالمفرد لعدم تغير الصورة بخلاف الجمع نحومئات ومنين اه • قلت قوله للفرق بينها وبين منه فهذا الفرق كان ينبغي مراعاته أيضا في فئة فانهـا تلتبس بفيه في نحو قولك خرج من فيه بناء على ترك النقط وقد اطربني جدا ما حكاء الشيخ المشار اليه عن أبي حيان في الفصل المذكور وهو قوله وكثيرا ما أكتب انا مئة بلا الف مثل كتابة فئة لان زيادة الالف خارج عن الاقيسة فالذي اختاره كتابتها بالالف دون الياء على وجه تحقيق الهمزة او بالياء دون الالف على وجه تسهيلها قال وقد رأيت بخط بعض النحاة مأة بالف عليهـا همزة دون بآء وقد حكى كتب الهمزة المفتوحة اما اذا انكسر ما قبلها عن حذاق النحويين منهم الفراء روى انه كان يقول يجوز ان تكتب الهمزة الفا في كل موضع اه . وعليه فيكون الرسم المائة اربع صور وهي ومئة ومأة وميه وقد رأيتها مكتوبة بخط الصغاني وغيره من المؤلفين الاقدمين مثل فئـة بل الخلاف وقع أيضا في تسميتها فأن التعبير بالهمزة من اصطلاح المتأخرين ومنهم من عبر عنهـا بالالف من جملتهم صاحب المصباح ومنهم من عبر عنهـا بالالف اليابسة والاقدمون مطلب في المائة
