صفحة:الجاسوس على القاموس.pdf/13

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

المقدمة الفعال وهو متعد وقد طالما خطر ببالى مدة مطالعتي الكتب الثلاثة ان في الكلام قلبا لانه اذا كان الشوق فعل الشائق دون المشتاق فكيف يصح ان يقـال مثلا شوقي لك شديد وهو فعل غيرى وما برحت على هذا الرأي حتى طالعت اللسان والمحكم فوجدت فيهما ما قررته فحمدت الله على ذلك وللمصنف من هذا الابهام المنكر النصيب الاوفر كما تراه في محله ويلحق بذلك انهم كثيرا ما يذكرون فاعل من دون مصدره وهو المفاعلة واسم مصدره وهو من دون تنبيه على مجئ الاسم وعدم مجيئه فإن صاحب المصباح نص على انه غير مقاس كما سياتي * ومن ذلك ايرادهم الفعل الرباعي من دون الثلاثى فيوهمون ان الثلاثي غير وارد كاقتصار الجوهري على أسار ای ابقى دون ستر والازهري نص عليه واولا ذلك لما صح ان يقال سائر الناس وسياتي مزيد بيان له في النقد الرابع وكاقتصاره واقتصار المصنف على ايراد افلت دون فلت مع أنها ذكرا كان الامر فلتة والزمخشري وصاحب المصباح نصا على ورود الثلاثي وكاقتصـار المصنف على ذوح ابله تذویحا ای بددها وذوح ماله فرقه والقرطبي وصاحب اللسان مسرحا بمجئ الثلاثي واغرب من ذلك اقتصار جميع أهل اللغة على قولهم قدس تقديسا وما احد منهم ذكر له فعلا ثلاثيا اونبه على عدم مجيئه مع انهم قالوا ان القدس اسم ومصدر فكيف يكون مصدر من دون فعل اوفى الاقل من دون تنبيه عليه كما نبهوا على غيره ويقال ايضا قدوس و اسم الله الاقدس و بیت المقدس فكيف جاء النعت وافعل التفضيل واسم المكان من غير اشتقاق مع ان سيبويه قال ان الكلم كله مشتق كما في المزهر وهذا البحث بعـاد في النقد الثالث وكذكرهم الخضخضة وهي تحريك الماء ونحوه من دون ذكر خض مع انه مستعمل الآن عند جميع الولدين ولولا ذلك لما استغربته فني وجدت كثيرا من الافعال الرباعية المضاعفة الدالة على الحركة بدون ثلاثى وذلك نحو زعزع ودغدغ وزغزغ وسفغ * ومن غريب هذا الباب ان المصنف حكى في باب الفاء رف اكل كثيرا والمرأة قبلها باطراف شفتيه الى ان قال والطائر بسط جناحيه كرفرف والثلاثي غير مستعمل كذا رأيته في عدة نسخ من القاموس من جملتها النسخة الناصرية التي قرئت على المصنف وسيأتي وصفها فاثبت الثلاثي اولا ثم نفاه فكان حقه ان يقول أو الثلاثي غير مستعمل اذا كان في شك من استعماله او وليس له فعل ثلاثي اذا كان على يقين من عدم مجيئه غير ان ابن سيده البته في المحكم ونص عبارته رف العلسائر ورفرف حرك جناحيه في الهواء فلم يبرح واستفيد منها ايضا قيد الحركة في الهواء وهو لا يؤخذ من كلام المصنف فا ضره لو نقل عبارة المحكم كما هي ومن ذلك انهم يفسرون اللفظ بلازم معناه ومفهومه ضمنا كتفسيرهم الزهيد بالتليل وهو فعيل بمعنى مزهود فيه وان كان كثيرا ولكن لما كان الناس يرغبون غالبا في الكثير و يزهدون