صفحة:الجاسوس على القاموس.pdf/12

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الجاسوس على القاموس * الهجاء ومن ثم شبه به عبر الرؤيا وتعبيرها اي تفسيرها وحقيقة معناها عبور امر من مجهول الى معلوم معان الجوهري ابتدأ هذه المادة بالعبرة وهي الاسم من الاعتبار والمصنف ابتدأ بعبر الرؤيا والزمخشري ابتدأها بقوله الفرات يضرب العبرين بالزبد وهما شطاء وناقة عبر اسفار ای لا تزال يسافر عليها غير ان الصغاني وصاحب المصباح ابتدأا بعبر النهر وهو الحق لان عبور النهر كان للعرب الزم من عبر الرؤيا وسيأتى لهذا امثلة أخرى في النقد الخامس * ومن الغريب في هذا الباب ان الامام الزمخشري جعل الهجاء نقيض المدح مجازا عن هجاء الحروف ونص عبارته في الاساس هما الحروف بجوها ويهجبها و اتجاهاعددها ومن المجازفلان ينجو فلانا اي يعدد معايبه والمرأة تهجر زوجها اذا ذمت صحبته وعدت عيوبه مع ان العرب عرفت الذم قبل توجية الحروف وهنـا خلاف بين الزمخشري والمصنف فان المصنف خصا بالشعر والزمخشري اطلقه وعندى انه أصح لانه كما ان المدح لا يختص بالشعر فكذلك الهجو* هـذا القصور تعريفهم لفظة بلفظة أخرى من دون ذكر الفرق بينهمـا بالنظر الى تعديتهما بحرف الجر كقول الجوهري مثلا الوجل الخوف ومثلها عبارة القاموس والمصباح مع ان وجل يتعدى بمن وخاف يتعدى بنفسه وكقوله أيضا الجنف الميـل وقد جنف بالكسر يحنف جنفا ومنه قوله تعالى فن خاف من موص جنفا وهو يوهم أنه يقـال جنف عنه وعليه واليه كما يقال مال عنه وعليه واليه وعبارة المصباح جنف جنفا من باب تعب ظلم وهو يوهم انه يقـال جنفه كما يقال ظلمه وعبارة العبـاب الجنف الميل والجور والعدول * وكقول المصنف العتب الموجدة والملامة ولام يتعدى بنفسه وعتب ووجد يتعديان بعلى وكقوله ايضـا العوذ الالتجاء كالعياذ والاستعاذ وعاد يتعدى بالباء والتجـأ يتعدى بالى وعبارة الحكم عاذ به عوذا وعياذا ومعاذا لاذ به وكقوله في آخر مادة حسب واحتسب انتهى وانتهى يتعدى بمن يقـال انتهى عند اي كف وهو مطاوع نهى ويتعدى ايضـا بالى واحتسب يتعدى بنفسه نحو احتسب اجرا عند الله اى ادخره عنـده ويتعدى ايضا بالباء نحو احتسب بالشئ ای اکتفى وفلان لا يحتسب به أي لا يعتد به وهذا النموذج كاف * ومن ذلك ابهامهم في المصادر فانهم يوردون المصدر من دون فعل فيوهمون انه اسم جامد ثم يذكرون الفعل من دون مصدر فيوهمون أن مصدره المصدر الاول مع انه غيره في المعنى كقول الجوهري الشوق والاشتياق نزاع النفس إلى الشئ يقسال شاقني التي فهو شائق ونحوها عبارة المصنف اما صاحب المصباح فانه صرح بلا محاشاة بان المصدر الثاني هو عين المصدر الاول ونص عبارته الشوق الى الشئ نزاع النفس اليه وهو مصدر شاقي الشئ شوقا من باب قال وهو باطل فان الشوق الاول مصدر شاق اليه بمعنى اشتاق كما في المحكم ولسان العرب ذكر فيها في اول المادة وهو لازم والشوق الثاني مصدر شاقه وهو