انتقل إلى المحتوى

صفحة:التيجان في ملوك حمير.pdf/7

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٦
كتاب التيجان

لا يفوتك هارب و لا ينجو منك هارب1 لم ينقص ملكك من عصاك ولا زاده من اطاعك انت قبل كل شيء وأنت بعد كل شيء لم يؤدك حفظ ما خلقت فانت بكل شيء عليم*

قال ابن منبه فغضب الله على الجان فأوحى الله إلى جبريل أن أخرج الجان من جواري وطهر منهم جنتي فأخرجهم جبريل من الجنة إلى أرضنا هذه فأسكنهم جزائر البحار وقفار الأرض وبقي إبليس مع الملائكة يعبد الله ثم خلق الله آدم عليه السلام لما شاء كيف شاء حين شاء في سابق علمه المكنون وحكمه النافذ من أديم الأرض من سهلها وجبلها وأبيضها وأسودها وأحمرها فجمع الطين فصار صلصالاً حمأ مسنوناً فصور آدم من تلك الطينة*

قال وهب فلذلك وجد في بني آدم اختلاف الصور للسهل والجبل واختلاف الألوان لاختلاف ألوانهم2 فرفع جبريل آدم إلى الجنة فلما رأته الملائكة قالوا ربنا ما هذا قال الله تعالى (إني جاعل في الأرض خليفة قالوا ربنا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) وأنت أعلم (ربنا قال إني أعلم ما لا تعلمون) وطاف إبليس بآدم فغمه ما رأى من جماله وحسن خلقه حسداً ثم جسه بيده فدوى آدم فقال خلق مجوفاً أصبت والله فيه حاجتي ونفخ الله تبارك وتعالى الروح في آدم صلى الله عليه وعلى محمد وسلم فجال الروح في رأسه فأبصر فرأى جبريل فقال له جبريل عليه السلام3 يا آدم وكان قد خلق الله تعالى آدم ملهماً ثم انتشر الروح


  1. ب– منك غالب ل– منك طالب–ولعله محارب
  2. ب– الوان التراب
  3. كذا في الأصول ولعله فقال له جبربل عليك السلام يا آدم– ل ملهوما – وقال وعليك السلام وانتشر الخ*
في