باردة بابسة متصلة بالصفراء ملائمة لها باليبوسة مخالفة لها بالبرد[1] مضاهية للخريف بالبرد واليبوسة وزعموا انها ريح خاملة في الجسد عنصرها الطحال وانها ميزان الجسد وانها ضد الدم والصفراء ضد البلغم*
قالوا وحقيق[2] على النحر ير العاقل ان يقابل الازمنة بما يضادها من الاغذية فيقابل الشتاء بالحار اليابس لانه ضده ويقابل الربيع بالبارد اليابس لانه ضده و يقابل الصيف بالبارد الرطب لانه ضده ويقابل الخريف بالحار الرطب لانه ضده وقالوا لان كل طبيعة يهيج سلطانها في زمانها فيعدل الجسد والطبيعة باختلاف الاغذية ولا باقى مع الله*
قالوا فوجدنا ذلك مبينا عينا موجودا في الانسان وذلك ان الجوع حار قاتل فاذا قوبل بالشبع مات[3] الجوع وان العطش حار قاتل فاذا قوبل بالرى امات[4] ذا العطش فكان هذا دليلا على غيره من الادواء و د ليلا على غيره من الادوية الدافعة تدفع الآفات المعينة*
قال وهب وان الله لما خلق الجنة حين شاء كيف شاء حيث شاء في سابق علمه و خلق النار وصار ابليس والجان الى الجنة وهم[5] لا يتناسلون في الجنة وان الجان تنافسوا في الجنة وطغى بعضهم على بعض وعصوا الله وسفك بعضهم[6] دم بعض عج الملائكة الى الله بالدعاء _قالوا سبحانك ربنا ما احلمك واكرمك يتقلب في نعمك من يكفر بك لم تعبد
زيادة في ملكك ولم تعص مغالبة في سلطانك تمهل من اساء و تصفح عمن عصى لم تخش الفوات فاليك المصير وانت على كل شيء قدير