انتقل إلى المحتوى

صفحة:الإسلام وأصول الحكم -علي عبد -الرازق 1925.pdf/32

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-A- وأنت لهذا الناس بعد نبيهم سماء يرجى للمحول غمامها ولقد كان شيوع هذا الرأي وجريانه على الألسنة مما سهل على الشعراء أن يصلوا فى مبالغتهم الى وضع الخلفاء في مواضع العزة القدسية أو قريباً منها حتى قال قائلهم ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار (1) وقال طريح يمدح الوليد بن يزيد أنت " ابن مسلنطح البطاح ولم تطرق عليك الحنى والولج طوبى الفرعيك من هنا وهنا طوبى لاعرافك التي تشج لو قلت للسيل دع طريقك والمو ج عليه كالهضب يعتلج لساخ وارتد أو لكان له في سائر الارض عنك منعرج واذا أنت رجعت الى كثير مما ألف العلماء ، خصوصاً بعد القرن الخامس الهجري، وجدتهم اذا ذكروا في أول كتبهم أحد الملوك أو السلاطين رفعوه فوق صف البشر ، ووضعوه غير بعيد من مقام العزة الالهية (۱) طريح بن اسماعيل الثقفى مدح الوليد بن يزيد ، ثم مدح ابا جعفر المنصور ، راجع الاغانى ج ٤ ص ٧٤ وما بعدها طبع مطبعة التقدم بمصر (۲) هو حادى عشر خلفاء بني امية قتل سنة ١٢٦ ه راجع أبا الفداء ج ۱ ص ٢٠٥ (۳) المسلنطح من البطاح ما اتسع واستوى سطحه ، وتطرق عليك : تطبق عليك وتغطك و تضيق مكانك ، يقال طرقت الحادثة بكذا وكذا اذا أتت بامر ضيق معضل ، والحنى كالعصى جمع حنا كعصا ، ما انخفض من الارض . والولج كل متسع فى الوادى الواحدة ولجة - ويقال الولجات بين الجبال مثل الرحبات. أى لم تكن بين الحنى والولج فيخفى مكانك ، أى لست في موضع خفى من الحسب ، والوشيج أصول النبت يقال اعراقك واشجة في الكرم أى ثابتة فيه ، يعنى كريم الابوين من قريش وثقيف . الاغاني ج ٤ ص ٨١ مع تصرف انه