-V- الأخرى ، التي قد يكون فيها شبه تعرض لمقام الخلافة ومحاولة البحث فيه والمناقشة جيداً على أن الذى يستقرئ عبارات القوم المتصلة بهذا الموضوع يستطيع أن يأخذ منها بطريق الاستنتاج أن للمسلمين في ذلك مذهبين (1) المذهب الأول أن الخليفة يستمد سلطانه من سلطان الله تعالى وقوته من قوته ذلك رأى تجد روحه سارياً بين عامة العلماء وعامة المسلمين أيضاً . وكل كلماتهم عن الخلافة ومباحثهم فيها تنحو ذلك النحو ، وتشير الى هذه العقيدة . وقد رأيت فيما نقلنا لك آنها (١) أنهم جعلوا الخليفة ظل الله تعالى ، وأن أبا جعفر المنصور زعم أنه إنما هو سلطان الله في أرضه وكذلك شاع هذا الرأي وتحدث به العلماء والشعراء منذ القرون الاولى فتراهم يذهبون دائما الى أن الله جل شأنه هو الذي يختار الخليفة ويسوق اليه الخلافة ، على نحو ما ترى في قولها جاء الخلافة أو كانت له قدرا كما أنى ربه موسى على قدر وقول الآخر ولقد أراد الله اذ ولاكها من أمة إصلاحها ورشادها وقال الفرزدق " (3) (A) هشام خيار الله للناس والذي به ينجلى عن كل أرض ظلامها (1) ص: (۲) ابو فراس همام بن غالب بن صعصعة قيل انه تجاوز المائة من سنى عمره وتوفى بالبصرة سنة ١١٠ وقيل ۱۱۲ ، وقيل ١١٤ راجع ديوان الفرزدق طبع المكتبة الاهلية ببيروت (۳) هشام بن عبد الملك عاشر الخلفاء الأمويين توفي سنة ۱۲٥ بالرصافة وكان عمره خمساً وخمسين سنة ، راجع تاريخ ابى الفداءج ۱ ص ۲۰۳ ، ۲۰٤ الطبعة الاولى بالمطبعة الحسينية بمصر
صفحة:الإسلام وأصول الحكم -علي عبد -الرازق 1925.pdf/31
المظهر