انتقل إلى المحتوى

صفحة:الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية).pdf/29

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١١
الأمثال العامية

٥٥ - «إِتْعَلِّمْ السِّحْرْ ولا تِعْمِلْ بُوشْ»
الشين فى الأواخر من علامات النفى عندهم أو تأكید له، وهى مقتضبة من لفظ (شیء) فمعنى بوش (به شیء) أى لا تعمل به شيئا. والمراد تعلم السحر ولاتعمل به لأنك ما دمت لا تضر به أحداً فعلمك به نافع لك فى اتقاء ضرره ودفعه عنك وهم يقصدون كل شر لا السحر بخصوصه. وفى كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة «من لم يعرف الشر كان أجدر أن يقع فيه»1 وأنشد لأبى فراس الحمدانى:
عرفت الشرّ لا للشرّ لكن لتوقيه
ومن لم يعرف الشرّ من الناس يقع فيه2
٥٦ - «إتْغَدَّی بُهْ قَبْلْ مَا يِتْعَشَّى بَكْ»
أى افترسه قبل أن يفترسك. وأصله من قول العرب فى أمثالها: « تغدّ بالجدى قبل أن يتعشى بك» يضرب فى أخذ الأمر بالحزم. ومن أمثال المولدين الواردة فى مجمع الأمثال قولهم فى هذا المعنى: «خذ اللص قبل أن يأخذك» وأنشد ابن أبی حجلة فى ديوان الصبابة لبعضهم فى نظم هذا المثل:
عتبت علىّ ولا ذنب لى
بما الذنب فيه ولا شكّ لك
وحاذرت لوی فبادرتنی
إلى اللوم من قبل أن أبدرك
فکنا كما قيل فيما مضى
خذ اللص من قبل أن يأخذك3
٥۷ - «إِتْغَرِّبِى وِاكْدِبِی»
أى إذا أردت أن تكذبى على الناس وتنسبى لنفسك ما ليس فيك فليكن ذلك فى غربتك بين أناس لا يعرفونك فإنك لا تستطيعين ذلك فى بلدك وبين من يعرفك. يضرب للمفتخر بما ليس فيه أمام من يعرفه.
٥٨ - «إِتْغَنْدَرِى وْقُولِى مقَدَّرِی»
الغندرة عندهم ترادف فجور المرأة وتبرّجها وسلوكها المتهيج الردئ، أى إنك

  1. ص ٦٥
  2. ص ٩٩
  3. ديوان الصبابة رقم ١٤٧ أدب أواخر ص ١٣٢