صفحة:الأصمعي حياته وآثاره (1955) - عبد الجبار الجومرد.pdf/22

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وليس عليه امتحان مفروض يؤديه ؛ وليست هنالك شهادات تعطى او درجات تقدر وقد يلازم الطالب حلقة استاذ من هؤلاء الأساتذة الكثر أعواماً طويلة و بدون انقطاع ، فتنشأ بين العالم والمتعلم صلة ودية وصداقة وحرمة تعود على الطالب بالفائدة من تعليم وتوجيه وإرشاد وقد يتنقل طالب العلم بين الحلقات في أوقات مختلفة ويتعرف إلى اساتذة عديدين فيأخذ عن كل منهم العلم الذي يمتاز به ويختص فيه الأساتذة وحتى انفسهم ، يحضر بعضهم مسألة حلقات زملائهم ليسمعوا منهم المسائل او يأخـذوا قراءة من من القراءات أو فرع من فروع العلم التي لم يختصوا بها ولا يجدون بأساً في طلابهم ان يجلسوا مع على الفائدة 6 امام زميل لهم ، ما دام ذلك في سبيل الحصول وربما جرت المناقشات والمناظرات حول مسألة من المسائل منهم الدقيقة بين هؤلاء الأساتذة ، فيأتي كل وأمثلته حتى تنجلي حقيقة تلك المسألة ويتضح الصواب وتعم على الجميع 6 ولم يكن المسجد هذا مقصوراً على الأساتذة والطلاب ، بل كان محضر حلقاته خليط من سائر طبقات المجتمع البصري من عشاق العلم والأدب والشعر ، وفيهم التاجر والصانع والأمير والفقير ، وحتى الأعراب الفصحـاء أو الأدباء ممن يفدون إلى البصرة في شؤونهم الخاصة ، فيدخلون المسجد و بيناته ومستنداته الفائدة و يجلسون في حلقاته ، ويناقشون شيوخها عارضين ما عندهم من - ٢٤ - أدب يحفظونه او شعر يروونه او نادرة سمعوا بها ، أو شيء من انتاجهم الشخصي في الشعر أو الرجز او الكلام الفصيـح المأثور وهكذا المسجد اشـبه بسوق ادبي رائج ، بضاعته السؤال والجواب والانشاء والأخذ والرد والمناقشة يصبح