صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/98

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٢

ملامحها وأبرقت عيناها وتحولت بكليتها من الاستعطاف والرجاء والتوجع إلى الغضب والقساوة وصارت كلبوة فقدت أشبالها أو كبحر أثارت أعماقه الزوابع ثم صرخت (من هي التي تتمتع بحبك بعدي وأي قلب يسكر بقُبَلِ شفتيك غير قلبي!).

لفظت هذه الكلمات وانتشلت من بين أثوابها خنجرًا سنينًا وأغمدته بصدره بسرعة البرق، فهوى وسقط على الأرض كغصن قصفته العاصفة فانحنت فوقه والخنجر في يدها يقطر دمًا، ففتح عينيه المغمورتين بظل الموت وارتعشت شفتاه وخرجت هذه الكلمات مع أنفاسه الضعيفة (اقتربي الآن يا حبيبتي اقتربي يا ليلى ولا تتركيني، الحياة أضعف من الموت والموت أضعف من الحب، اسمعي اسمعي قهقهة الفارحين بعرسك، اسمعي