صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/87

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧١

حسناء مستحضرًا إلى حافظته أعذب الألفاظ وأرق المعاني، وهنالك كهل يجرع الكأس وراء الكأس ويطلب بلجاجة إلى المنشدين إعادة أغنية ذكرته بأيام صبابته، في هذه القرنة امرأة تغامز بأطراف أجفانها رجلًا ينظر بمودة إلى سواها، وفي تلك الزاوية سيدة قد بَيَّضَ الشيب مفرَقها تنظر مبتسمة نحو الصبايا لتنتقي منهنَّ عروسة لوحيدها، وبجانب تلك النافذة زوجة قد اتحذت سُكْرَ حليلها فرصة فاقتربت من خليلها وجميعهم غارقون في بحر من الخمر والغزل مستسلمون إلى تيار الغِبطة والسرور متناسون حوادث الأمس منصرفون عن مآتي الغد منعكفون على استثمار دقائق الحاضر.

كان يجري كل ذلك والعروس الجميلة تنظر بعينين كئيبتين إلى هذا المشهد مثلما ينظر الأسير اليائس إلى