صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/86

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧٠

ثم قامت الصبايا يرقصن ويتمايلن بقامات تلاحق مقاطيع اللحن مثلما تتابع الأغصان اللينة مجاري هبوب النسيم، وتنثني طيات أثوابهن الناعمة كأنها سحب بيضاء يداعبها شعاع القمر، فشخصت إليهن الأبصار وسجدت لهن الرؤوس وعانقتهن أرواح الفتيان وتفطرت لجمالهن مرائر الشيوخ، ثم مال الجميع يستزيدون من الشراب ويغمرون أميالهم بالخمور، فنمت الحركة وعلت الأصوات وسادت الحرية وتوارت الرزانة وتضعضعت الأدمغة وتلهَّبَتِ النفوس واضطربت القلوب وأصبح ذلك المنزل بكل ما فيه كقيثارة مقطعة الأوتار في يد جِنِّيَّةٍ غير منظورة تضرب عليها بعنف وتولد منها أنغامًا جامعة بين التناسق والالتباس، فهنا فتى يبوحُ بسرائر حبه لفتاة أولاها الجمال تيهًا ودلالًا، وهناك شاب يستعد لمحادثة