صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/71

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥٥

وامرأة خانت بعلها، فقال الناس هي زانية عاهرة، ولكن عندما سيَّرها الأمير عارية ورجمها على رؤوس الأشهاد، قالوا هذا أمير شريف.

سفك الدماء محرمٌ، ولكن من حاله للأمير؟

سَلب الأموال جريمة، ولكن من جعل سلب الأرواح فضيلة؟

خيانة النساء قبيحة، ولكن من صيَّر رجم الأجساد جميلًا؟

أنقابل الشرَّ بِشَرٍّ أعظم ونقول هذه هي الشريعة، ونقاتل الفساد بفساد أعم، ونهتف هذا هو الناموس، ونغالب الجريمة بجريمة أكبر، ونصرخ هو العدل؟

أما صرع الأمير عدوًّا في غابر حياته؟ أما سلب مالًا أو عقارًا من أحد تابعيه الضعفاء؟ أما راود امرأة جميلة عن نفسها؟ هل كان معصومًا عن هذه المحرمات، فجاز له إعدام القاتل وشنق السارق ورجم الزانية؟