صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/63

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٧

مثلما تظهر حنجرة الوحش الكاسر عندما يفتح فكيه متثائبًا، وتصاعدت من جوانبه قلقلة القيود والسلاسل متآلفة مع أنين الحبساء ونحيبهم، فحَوَّل الحاضرون أعينهم، وتطاولت أعناقهم كأنهم يريدون مسابقة الشريعة بنواظرهم؛ ليروا فريسة الموت خارجة من أعماق ذلك القبر.

وبعد هنيهة خرج من السجن جنديان يقودان فتى مكتوف السَّاعدين يتكلم وجهه العابس، وملامحه المنقبضة عن عِزَّةِ في النفس وقوة في القلب، وأوقفاه وسط المحكمة وتراجعا قليلًا إلى الوراء، فأحدق به الأمير دقيقة ثم سأل قائلًا: «ما جريمة هذا الرجل المنتصب أمامنا برأس مرفوع كأنه في موقف الفخر لا في قبضة الدينونة؟»

فأجابه رجل من أعوانه قائلًا: «هو قاتل شرير قد اعترض بالأمس قائدًا من قواد الأمير، وجندله صريعًا إذ كان ذاهبًا بمهمة بين القرى، وقد قُبِضَ عليه والسيف المغمد بدماء القتيل ما زال مشهورًا