صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/62

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٦


١


ربع الأمير على منصة القضاء، فجلس عقلاء بلاده عن يمينه وشماله وعلى وجوههم المتجعدة تنعكس أوجه الكتب والأسفار، وانتصب الجند حوله ممتشقين السيوف رافعين الرماح، ووقف الناس أمامه بين متفرج أتى به حب الاستطلاع، ومترقب ينتظر الحكم في جريمة قريبه، وجميعهم قد أَحْنَوْا رقابهم، وخشعوا ببصائرهم وأمسكوا أنفاسهم كأن في عيني الأمير قوة توعز الخوف، وتوحي الرغبة إلى نفوسهم وقلوبهم. حتى إذا ما اكتمل المجلس، وأزفت ساعة الدينونة رفع الأمير يده وصرخ قائلًا: «أحضروا المجرمين أمامي واحدًا واحدًا، وأخبروني بذنوبهم ومعاصيهم.» ففتح باب السجن وبانت جدرانه المظلمة