صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/58

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٢

وردة الهاني كانت امرأة تعسة، فطلبت السعادة فوجدتها وعانقتها، وهذه هي الحقيقة التي تحتقرها الجامعة الإنسانية، وتنفيها الشريعة.

همستُ تلك الكلمات في مسامع الأثير ثم قلت مستدركًا: ( ولكن أيسوغ للمرأة أن تشتري سعادتَها بتعاسة بعلها؟ ) فأجابتني نفسي قائلة: ( وهل يجوز للرجل أن يستعبد عواطف زوجته ليبقى سعيدًا؟ )

***

وظَلِلْتُ سائرًا وصوت السيدة وردة يتموج في مسامعي حتى بلغت أطراف المدينة، والشمس قد مالت إلى الغروب، وابتدأت الحقول والبساتين تَتَّشِحُ بنقاب السَّكينة والراحة، والطيور تنشد صلاة المساء، فوقفت متأملًا ثم تنهدت قائلًا أمام عرش الحرية تفرح هذه الأشجار بمداعبة النسيم