صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/57

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤١

للنساء أن يتركن رجالهن الفقراء ويتعلقن بالرجال الأغنياء لأن شغف المرأة ببهرجة الملابس ونعومة العيش يُعمي بصيرتَها ويقودهُا إلى العار والانحطاط، فهل كانت وردة الهاني مغرورة وطامعة عندما خرجت من قصر رجل غني مفعم بالحلِي والحُلل والرياش والخدم، وذهبت إلى كوخ رجل فقير لا يوجد فيه سوى صف من الكتب القديمة؟ وكثيرًا ما يُميت الجهلُ شرف المرأة ويحيي شهواتها، فتترك بعلها مللًا وتضجرًا، وتطلب ملذات جسدها بقرب رجل آخر أكثرَ منها انحطاطًا وأقل شرفًا، فهل كانت وردة الهاني جاهلة راغبة بالملذات الجسدية عندما أعلنت استقلالها على رؤوس الأشهاد، وانضمت إلى فتى روحي الأميال، وقد كان بإمكانها أن تشبع حواسَّها سرًّا في منزل زوجها من هُيام الفتيان الذين يستميتون ليكونوا عبيد جمالها وشهداء غرامها؟