صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/47

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣١

عواطف قلبها، وتملأ جيوبه من ذهب بَعْلِهَا الذي يغض الطرف عنها لأنها تغض الطرف عنه ... ثم انظر إلى ذلك البيت المحاط بالحديقة الغَنَّاءِ، فهو مسكن رجل ينتمي إلى أسرة شريفة حكمت البلادَ مُدَّةً طويلة، وقد انخفض مقامها اليوم بتوزيع ثروتها وانصراف أبنائها إلى التواني والكسل، وقد اقترن هذا الرجل منذ أعوام بفتاة قبيحة الصورة لكنها غنيةٌ جدًّا، وبعد استيلائه على ثروتها الطائلة نسي وجودها، واتخذ له خليلة حسناء وغادرها تنهش أصابعها ندمًا، وتذوب شوقًا وحنينًا، وهي الآن تصرف الساعات بتجعيد شعرها، وتكحيل عينيها وتلوين وجهها بالمساحيق والعقاقير، وتزين قامتها بالأطالس والحرير لعلها تحظى بنظرة من أحد زائريها لكنها لا تحصل إلا على نظرات شبحها في المرآة … ثم انظر إلى ذلك المنزل