صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/42

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٦

ونظرت اليَّ السيدة ورده نظرةً معنوية كانها تريد ان تخترق صدري بعينيها لترى تأثير كلامها في عواطفي وتسمع صدى صوتها من بين ضلوعي. لكنني بقيت صامتاً كيلا اوقفها عن الكلام. فقالت وقد قارن صوتها بين بين مرارة الذكرى وحلاوة الخلاص والحرية «يقول لك الناس ان ورده الهاني امرأة خائنة جحودة قد اتبعتْ شهوة قلبها وهجرت الرجل الذي رفعها اليه وجعلها سيدة في منزله. ويقولون لك هي زانية عاهرة قد اتلفتْ بمقابضها القذرة اكليل الزواج المقدس الذي ضفرتهُ الديانة واتخذت عوضا عنهُ اكليلاً وسخاً محبوكاً من اشواك الجحيم. والقت عن جسدها ثوب الفضيلة وارتدت بلباس الاثم والعار. ويقولون لك اكثر من ذلك لان اشباح جدودهم ما زالت حية في اجسادهم فهم مثل كهوف الاودية الخالية