صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/187

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
171

المحاكم والمجالس تستغيث بك الشريعة المهملة فأشفقي أيتها الحرية وخلصينا .. في شوارعنا الضيقة يبيع التاجر أيامه ليعطي أثمانها إلى لصوص المغرب ولا من ينصحه وفي حقولنا المجدبة يحفر الفلاح الأرض بأظافره ويزرعها حبات قلبه ويسقيها دموعه ولا يستغل غير الأشواك ولا من يعلّمه. وفي سهولنا الجرداء يسير البدوي عارياً حافياً جائعاً ولا من يترأف به فتكلمي أيتها الحرّية وعلمينا

« نعاجنا ترتعى الأشواك والحسك بدلاً من الزهور والأعشاب. وعجولنا تقضم أصول الأشجار بدلاً من الذرة. وخيولنا تلتهم الهشيم بدلاً من الشعير فهلمي أيتها الحرية وأنقذينا_

« منذ البدء وظلام الليل يخيم على أرواحنا فإلى متى يجيء الفجر. من الحبوس إلى الحبوس تنتقل أجسادنا والأجيال تمر بنا ساخرة فإلى متى نحتمل سخرية الأجيال ومن نير ثقيل إلى نير أثقل تذهب أعناقنا وأمم الأرض تنظر من بعيد ضاحكة منا فإلى مَ نصبِر على ضحك الأمم