انتقل إلى المحتوى

صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/178

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٦٢


قلوبكم بزور السعادة فكيف تنتزعونها وتطرحونها على الصخر لتلتقطها الغربان وتذر بها الارياح . إن الله قد رزقكم البنين والبنات لكي تدربوهم على سبل الحق وتملأوا صدورهم باغاني الكيان وتتركوا لهم غبطة الحياة ارثاً ثميناً فكيف تهجعون وتخلفونهم امواتاً بين ايدي الدهر غرباء في ارض مولدهم تعساء امام وجه الشمس . اوليس الوالد الذي يترك ابنه الحر عبدا يكون كالوالد الذي يساله ابنه خبرا فيعطيه حجرا . اما رايتم عصافير الحقل تدرب فراخها على الطيران فكيف تعلمون صغاركم جر القيود والسلاسل اما رايتم زهور الاودية تستودع بزورها حرارة الشمس فكيفأسلمون اطفالكم الى الظلمة الباردة »

وسكت خليل هنيهة كان افكاره وعواطفه قد نمت واتسعت فلم تعد ترتدي الالفاظ ثوباً ثم قال بصوت منخفض « ان الكلام الذي سمعتموه مني في هذه الليلة هو الكلام الذي طردني الرهبان من اجله . والروح التي شعرتم بتموجاتها في قلوبكم هي الروح التي اوقفتي مكتوف امامكم . فان وثب علي سيد حقولكم وكاهن كنيستكم وصرعاني اموت سعيداً فرحاً لاني باظهاري لكم حقيقة ما يحسبه الظالمون جرماً هائلاً قد تمت مشيئة باري و باريكم