صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/177

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
161

الحياة تبعث إليكم يمن يجيب إليكم ظلمة الموت. هل تعتقدون بأن الطبيعة قد بعثت القوى في أجسادكم لكي تعود وتخضعها أمام الضعف أنتم ال تعتقدون بهذه الأشياء لأنكم إن فعلتم تكونون كافرين بالعدل الإلهي جاحدين نور الحق الذي يضيء على جميع الناس. إذاً أي شيء يجعلكم أن تساعدوا الشرّ على نفوسكم. ولماذا تخالفون مشيئة الله الذي بعثكم أحراراً إلى هذا العالم وتصيرون عبيداً للمتمردين على ناموسه. كيف ترفعون أعينكم نحو الله القوي وتدعونه أباً ثم تحنون رقابكم أمام الإنسان الضعيف وتدعونه سيداً كيف يرضى أبناء الله أن يكونوا عبيداً للبشر. اما دعاكم يسوع إخوة فكيف يدعوكم الشيخ عباس خدماً. اما جعلكم يسوع أحراراً بالروح والحق فكيف يجعلكم الأمير عبيداً للحيف والفساد. اما رفع يسوع رؤوسكم نحو السماء فكيف تعمرونها بالظلام ... إن الله قد بعث أرواحكم إلى هذه الحياة كشعلات مضيئة تنمو بالمعرفة وتزيد جمالا باستطلاعها خفايا الأيام والليالي فكيف تلحقونها بالرماد لتبيد وتنطفئ. إن الله قد وهب نفوسكم أجنحة لتطير بها سابحة في فضاء الحب والحرية فلماذا تجزونها بأيديكم وتدبون كالحشرات على أديم الأرض. إن الله قد وضع في