صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/157

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٤١

وشهقت مريم مرتاعة أما خليل فلبث هادئًا كأن نفسه الكبيرة قد تنبأت وعلمت بمجيء هؤلاء الرجال قبيل مجيئهم، فاقترب أحد الخدام وألقى يده بعنف على كتف خليل وقال بصوت أجش «ألست أنت الشاب المطرود من الدير؟» فأجابه خليل ببطء: «أنا هو فماذا تريدون»

فقال الرجل «نريد أن نسير بك مكتوفًا إلى منزل الشيخ عباس وإن أبديت ممانعة نجرك على الثلج كالخروف المذبوح»

فانتصبت راحيل وقد اصفر وجهها وتجعدت جبهتها وقالت بصوت مرتجف «أي ذنب أتاه أمام الشيخ عباس ولماذا تريدون جره مكتوفًا»

وقالت مريم ونغمة الرجاء والاستعطاف تمازج صوتها «هو فرد وأنتم ثلاثة فمن الجبانة أن تتحالفوا على إذلاله وتعذيبه»

فصرخ الخادم وقد حمي غضبه «أيوجد في هذه القرية امرأة تعارض مشيئة الشيخ عباس» قال هذا