صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/150

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٣٤

سكان هذه القرى يا مريم قد تعلَّمُوا من الرهبان والكهان بُغْضَ كل من يفتكر لذاته، فصاروا يقلدونهم ويبتعدون مثلهم عن جميع الذين يريدون أن يصرفوا حياتهم فاحصين لا تابعين، فإذا بقيت في هذه القرية وقلت لسكانها تعالوا يا إخوتي نعبد ونصلي حسب مشيئة نفوسنا لا مثلما يريد الرهبان والقسس لأن الله لا يريد أن يكون معبودًا من الجاهل الذي يقلد غيره يقولون هذا ملحد يعاند السلطة التي وضعها الله في أيدي كهانه. وإن قلت لهم أصغوا يا إخوتي واسمعوا صوت قلوبكم واعملوا إرادة الروح الكائنة في أعماقكم يقولون هذا شرير يريدنا أن نكفر بالوسائط التي أقامها الله بين السماء والأرض »

ونظر خليل إذ ذاك إلى عيني مريم وبصوت يحاكي رنين الأوتار الفضية قال: (ولكن في هذه القرية يا مريم قوة سحرية تمتلكني وتتشبث بنفسي- قوة علوية قد أنستني اضطهاد الرهبان وحببت إليَّ قساوتهم، في هذه القرية لقيت الموت وجهًا لوجه وفيها عانقَت روحي روح