صفحة:الأرواح المتمردة (1908) - جبران خليل جبران.pdf/139

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢٣

بين شفتيَّ حتى صفعني أحد الرهبان على وجهي كأني لم أتكلم بغير الحماقة، ثم رفسني آخر برجله وآخر انتزع الكتاب من يدي، وآخر نادى الرئيس فجاء مسرعًا وإذ أخبروه بما جرى تعالت قامته وزوى ما بين عينيه وارتجف غضبًا وصرخ بأعلى صوته (اقبضوا على هذا الشرير المتمرِّد وجروه بعيدًا عن الدير، ودعوا العناصر الغضوبة تعلمه الطاعة، أخرجوه إلى الظلمة الباردة لتفعل به الطبيعة مشيئة الله، ثم اغسلوا أكُفكم خوفًا من سموم الكفر المتعلقة بأثوابه وإن عاد متضرعًا متظاهرًا بالتوبة فلا تفتحوا له الأبواب؛ لأن الأفعى إذا سجنت في القفص لا تنقلب حمامة والعليقة إذا غُرست في الكرم لا تثمر تينًا)..

حينئذٍ قبض الرهبان عليَّ وجروني بعنف إلى خارج الدير وعادوا ضاحكين وقبل أن يوصدوا الأبواب سمعت أحدهم يقول ساخرًا (كُنتَ بالأمس ملكا وكانت رعيتك البقر والخنازير، وقد خلعناك اليوم أيها المصلح لأنك أسأت السياسة فاذهب الآن وكن ملكًا على الذئاب الجائعة